فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{لِلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡأٓخِرَةِ مَثَلُ ٱلسَّوۡءِۖ وَلِلَّهِ ٱلۡمَثَلُ ٱلۡأَعۡلَىٰۚ وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ} (60)

{ لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بالآخرة مثل السوء } أي : لهؤلاء الذين وصفهم الله سبحانه بهذه القبائح الفظيعة { مثل السوء } أي : صفة السوء من الجهل والكفر بالله ؛ وقيل : هو وصفهم لله سبحانه بالصاحبة والولد ؛ وقيل : هو حاجتهم إلى الولد ليقوم مقامهم . ووأد البنات لدفع العار وخشية الإملاق . وقيل : العذاب والنار { وَلِلَّهِ المثل الأعلى } وهو أضداد صفة المخلوقين من الغنى الكامل ، والجود الشامل ، والعلم الواسع ، أو التوحيد وإخلاص العبادة ، أو أنه خالق رازق قادر مجاز ؛ وقيل : شهادة أن لا إله إلاّ الله وقيل { الله نُورُ السماوات والأرض مَثَلُ نُورِهِ } [ النور : 35 ] . { وَهُوَ العزيز } الذي لا يغالب ، فلا يضرّه نسبتهم إليه ما لا يليق به { الحكيم } في أفعاله وأقواله .

/خ62