الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{لِلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡأٓخِرَةِ مَثَلُ ٱلسَّوۡءِۖ وَلِلَّهِ ٱلۡمَثَلُ ٱلۡأَعۡلَىٰۚ وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ} (60)

{ لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ } ، يعني لهؤلاء الواضعين لله سبحانه البنات . { مَثَلُ السَّوْءِ } ، احتياجهم إلى الأولاد ، وكراهيتهم الإناث منهم ، أو قتلهم إياها خوف الفقر ، وإقراراً على أنفسهم بالهتك ؛ لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم " أكبر الكبائر أن تدعو لله ندّاً وهو خلقك ، وأن تقتل ولدك من أجل أن يأكل معك وأن تزني بحليلة جارك " .

{ وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الأَعْلَى } ، الصفة العليا ، وهي التوحيد والإخلاص . وقال ابن عبّاس : مثل السوء : النار ، والمثل الأعلى : شهادة أن لا إله إلاّ الله . { وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } .