المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{إِنِّي وَجَدتُّ ٱمۡرَأَةٗ تَمۡلِكُهُمۡ وَأُوتِيَتۡ مِن كُلِّ شَيۡءٖ وَلَهَا عَرۡشٌ عَظِيمٞ} (23)

23- إني وجدت في أهل سبأ امرأة تحكمهم ، وأوتيت من كل شيء من أسباب الدنيا ، ولها سرير كبير يدل على عظمة ملكها وقوة سلطانها .

 
التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{إِنِّي وَجَدتُّ ٱمۡرَأَةٗ تَمۡلِكُهُمۡ وَأُوتِيَتۡ مِن كُلِّ شَيۡءٖ وَلَهَا عَرۡشٌ عَظِيمٞ} (23)

ثم قص عليه ما رآه فقال : { إِنِّي وَجَدتُّ امرأة تَمْلِكُهُمْ } والمراد بهذه المرأة : بلقيس بنت شراحيل بن مالك بن ريان . . . ورثت الملك عن أبيها .

أى : إنى وجد قبيلة سبأ تحكمها امرأة ، وتتصرف فى أمورهم دون أن يعترض عليها معترض ، أو ينافسها منافس .

وقوله { وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ } معطوف على ما قبله . أى : وبين يديها جميع الأشياء التى تحتاجها لتصريف شئون مملكتها ، والمحافظة على قوتها واستقرارها . . .

وفضلاً عن كل ذلك { وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ } أى : لها سرير ملك فخم ضخم يدل على غناها وترفها ، ورقى مملكتها فى الصناعة وغيرها .

والمراد أن لها عرشاً عظيماً بالنسبة إلى أمثالها من الدنيا .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{إِنِّي وَجَدتُّ ٱمۡرَأَةٗ تَمۡلِكُهُمۡ وَأُوتِيَتۡ مِن كُلِّ شَيۡءٖ وَلَهَا عَرۡشٌ عَظِيمٞ} (23)

15

فإذا ضمن إصغاء الملك بعد هذه المفاجأة أخذ في تفصيل النبأ اليقين الذي جاء به من سبأ - ومملكة سبأ تقع في جنوب الجزيرة باليمن - فذكر أنه وجدهم تحكمهم امرأة ، ( أوتيت من كل شيء )وهي كناية عن عظمة ملكها وثرائها وتوافر أسباب الحضارة والقوة والمتاع . ( ولها عرش عظيم ) . أي سرير ملك فخم ضخم ، يدل على الغنى والترف وارتقاء الصناعة .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{إِنِّي وَجَدتُّ ٱمۡرَأَةٗ تَمۡلِكُهُمۡ وَأُوتِيَتۡ مِن كُلِّ شَيۡءٖ وَلَهَا عَرۡشٌ عَظِيمٞ} (23)

ثم قال : { إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ } ، قال الحسن البصري : وهي بلقيس بنت شَرَاحيل ملكة سبأ .

وقال قتادة : كانت أمها جنية ، وكان مُؤخَّر قدميها مثل حافر الدابة ، من بيت مملكة .

وقال زهير بن محمد : وهي بلقيس بنت شَرَاحيل بن مالك بن الريان ، وأمها فارعة الجنية .

وقال ابن جُرَيْج : بلقيس بنت ذي شرخ ، وأمها يلتقة .

وقال ابن أبى حاتم : حدثنا علي بن الحسين ، حدثنا مُسَدَّد ، حدثنا سفيان - يعني ابن عيينة - عن عطاء بن السائب ، عن مجاهد ، عن ابن عباس قال : كان مع صاحبة{[22014]} سليمان ألف قَيْل ، تحت كل قيل مائة ألف [ مقاتل ]{[22015]} .

وقال الأعمش ، عن مجاهد : كان تحت يدي ملكة سبأ اثنا عشر ألف قَيْل ، تحت كل قيل : مائة ألف مقاتل .

وقال عبد الرزاق : أنبأنا{[22016]} مَعْمَر ، عن قتادة في قوله : { إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ } : كانت من بيت مملكة ، وكان أولو مشورتها ثلاثمائة واثني عشر رجلا كل رجل منهم على عشرة آلاف رجل . وكانت بأرض يقال لها مأرب ، على ثلاثة أميال من صنعاء .

وهذا القول هو أقرب ، على أنه كثير على مملكة اليمن ، والله أعلم .

وقوله : { وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ } أي : من متاع الدنيا ما{[22017]} يحتاج إليه الملك المتمكن ، { وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ }

يعني : سرير تجلس عليه عظيم هائل مزخرف بالذهب ، وأنواع الجواهر واللآلئ .

قال زهير بن محمد : كان من ذهب صفحتاه ، مرمول بالياقوت والزبرجد . [ طوله ثمانون ذراعًا ، وعرضه أربعون ذراعًا .

وقال محمد بن إسحاق : كان من ذهب مفصص بالياقوت والزبرجد ]{[22018]} واللؤلؤ ، وكان إنما يخدمها النساء ، لها ستمائة امرأة تلي الخدمة{[22019]} .

قال علماء التاريخ : وكان هذا السرير في قصر عظيم مشيد رفيع البناء محكم ، كان فيه ثلاثمائة وستون طاقة من شرقه ومثلها من غربه{[22020]} ، قد وضع بناؤه على أن تدخل الشمس كل يوم من طاقة ، وتغرب من مقابلتها ، فيسجدون لها صباحًا ومساءً ؛ ولهذا قال : { وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ }


[22014]:- في ف : "كان لصاحبه".
[22015]:- زيادة من ف ، أ.
[22016]:- في ف : "عن".
[22017]:- في ف : "مما".
[22018]:- زيادة من ف ، أ.
[22019]:- في ف : "امرأة تليها".
[22020]:- في ف : "من شرقية ومثلها من غربية".
 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{إِنِّي وَجَدتُّ ٱمۡرَأَةٗ تَمۡلِكُهُمۡ وَأُوتِيَتۡ مِن كُلِّ شَيۡءٖ وَلَهَا عَرۡشٌ عَظِيمٞ} (23)

{ إني وجدت امرأة تملكهم } يعني بلقيس بنت شراحيل بن مالك بن الريان ، والضمير لسبأ أو لأهلها . { وأوتيت من كل شيء } يحتاج إليه الملوك { ولها عرش عظيم } عظمه بالنسبة إليها أو إلى عروش أمثالها . وقيل كان ثلاثين ذراعا في ثلاثين عرضا وسمكا ، أو ثمانين من ذهب وفضة مكللا بالجواهر .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{إِنِّي وَجَدتُّ ٱمۡرَأَةٗ تَمۡلِكُهُمۡ وَأُوتِيَتۡ مِن كُلِّ شَيۡءٖ وَلَهَا عَرۡشٌ عَظِيمٞ} (23)

وقوله { وأوتيت من كل شيء } مبالغة أي مما تحتاج المملكة قال الحسن : من كل أمر الدنيا ، ووصف عرشها بالعظم في الهيئة ورتبة السلطان ، وروي عن نافع الوقف على { عرش } ف { عظيم } على هذا يتعلق بما بعده ، وهذه المرأة هي بلقيس بنت شراحيل فيما قال بعضهم ، وقيل بنت الفشرح ، وقيل كانت أمها جنية ، وأكثر بعض الناس في قصصها بما رأيت اختصاره لعدم صحته وإنما اللازم من الآية أنها امرأة ملكة على مدائن اليمن ذات ملك عظيم وكانت كافرة من قوم كفار .