تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{فَمَا ٱسۡطَٰعُوٓاْ أَن يَظۡهَرُوهُ وَمَا ٱسۡتَطَٰعُواْ لَهُۥ نَقۡبٗا} (97)

يقول الله عز وجل : { فما استطاعوا } ، يعنى فما قدروا ، { أن يظهروه } ، على أن يعلوه من فوقه ، مثل قوله في الزخرف : { معارج عليها يظهرون } [ الزخرف :33 ] ، يعنى يرقون ، { وما استطاعوا } ، يعنى وما قدروا ، { له نقبا } .

حدثنا عبيد الله ، قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا أبو صالح ، عن مقاتل ، عن أبي إسحاق ، قال ، قال علي بن أبي طالب ، عليه السلام : أنهم خلف الردم ، لا يموت منهم رجل حتى يولد له ألف ذكر لصلبه ، وهم يغدون إليه كل يوم ويعالجون الردم ، فإذا أمسوا يقولون : نرجع فنفتحه غدا ، ولا يستثنون ، حتى يولد فيهم رجل مسلم ، فإذا غدوا إليه ، قال لهم المسلم : قولوا : باسم الله ، ويعالجون حتى يتركوه رقيقا كقشر البيض ، ويروا ضوء الشمس ، فإذا أصبحوا غدوا عليه ، فيقول لهم المسلم : نرجع غدا إن شاء الله فنفتحه ، فإذا غدوا عليه ، قال لهم المسلم : قولوا : باسم الله ، فينقبونه ، فيخرجون منه ، فيطوفون الأرض ، ويشربون ماء الفرات ، فيجئ آخرهم ، فيقول : قد كان هاهنا مرة ماء ، ويأكلون كل شيء حتى الشجر ، ولا يأتون على شيء من غيرها إلا قاموه .