فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{فَمَا ٱسۡطَٰعُوٓاْ أَن يَظۡهَرُوهُ وَمَا ٱسۡتَطَٰعُواْ لَهُۥ نَقۡبٗا} (97)

{ فما اسطاعوا } أصلها فما استطاعوا ، قال ابن السكيت : يقال ما أستطيع وما أستطيع وما أستيع وبالتخفيف قرأ الجمهور وقرأ حمزة وحده فما اسطاعوا بتشديد الطاء وهي قراءة ضعيفة الوجه .

قال أبو علي الفارسي : هي غير جائزة وقرئ على الأصل { أن يظهروه } أي يعلوه قاله ابن جريج ، وقال قتادة : أن يرتقوه فما اسطاع يأجوج ومأجوج أن يعلوا على ذلك الردم لارتفاعه وملاسته فكان ارتفاعه مائتي ذراع ولملاسته لا يثبت عليه قدم ولا غيره .

{ وما استطاعوا له نقبا } يقال نقبت الحائط إذا خرقت فيه خرقا فخلص ما وراءه ، قال الزجاج : ما استطاعوا أن ينقبوه من أسفله لشدته وصلابته وسمكه وثخنه أي عرضه قيل : إن عرضه خمسون ذراعا وطوله فرسخ وسعة الفتحة التي بين الجبلين مائة فرسخ .