فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{فَمَا ٱسۡطَٰعُوٓاْ أَن يَظۡهَرُوهُ وَمَا ٱسۡتَطَٰعُواْ لَهُۥ نَقۡبٗا} (97)

{ فَمَا اسطاعوا } أصله : استطاعوا ، فلما اجتمع المتقاربان ، وهما التاء والطاء خففوا بالحذف . قال ابن السكيت : يقال : ما أستطيع ، وما أسطيع ، وما أستيع . وبالتخفيف قرأ الجمهور ، وقرأ حمزة وحده ( فما اسطّاعوا ) بتشديد الطاء كأنه أراد استطاعوا فأدغم التاء في الطاء وهي قراءة ضعيفة الوجه ، قال أبو علي الفارسي : هي غير جائزة . وقرأ الأعمش ( فما استطاعوا ) على الأصل ، ومعنى { أَن يَظْهَرُوهُ } أن يعلوه أي : فما استطاع يأجوج ومأجوج أن يعلوا على ذلك الردم لارتفاعه وملاسته { وَمَا استطاعوا لَهُ نَقْبًا } يقال : نقبت الحائط : إذا خرقت فيه خرقاً فخلص إلى ما وراءه . قال الزجاج : ما قدروا أن يعلوا عليه لارتفاعه وانملاسه ، وما استطاعوا أن ينقبوه من أسفله لشدّته وصلابته .

/خ98