اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{فَمَا ٱسۡطَٰعُوٓاْ أَن يَظۡهَرُوهُ وَمَا ٱسۡتَطَٰعُواْ لَهُۥ نَقۡبٗا} (97)

قوله : { فَمَا اسطاعوا } : قرأ{[21333]} حمزة بتشديد الطاء ، والباقون بتخفيفها ، والوجه في الإدغام ، كما قال أبو عليٍّ : " لمَّا لم يمكنْ إلقاء حركة [ التَّاء ] على السِّين ؛ لئلاَّ يحرَّك ما لا يتحرَّك " - يعني : أنَّ سين " اسْتَفْعَلَ " لا تتحرَّك - أدغم مع السَّاكن ، وإن لم يكن حرف لين ، وقد قرأت القراء غير حرفٍ من هذا النحو ؛ وقد أنشد سيبويه " ومَسْحي " يعني في قول الشاعر : [ الرجز ]

كَأنَّهُ بَعْدَ كَلالِ الزَّاجرِ *** ومَسْحِي مرُّ عُقابٍ كَاسرِ{[21334]}

[ يريد " ومَسْحِه " ] فأدغم الحاء في الهاء بعد أن قلب الهاء حاء ، وهو عكس قاعدة الإدغام في المتقاربين ، وهذه القراءة قد لحَّنها بعض النُّحاة ، قال الزجاج : " {[21335]} من قرأ بذلك ، فهو لاحِنٌ مخطئٌ " وقال أبو عليٍّ : " هي غيرُ جائزةٍ " .

وقرأ الأعشى{[21336]} ، عن أبي بكر " اصْطاعُوا " بإبدال السِّين صاداً ، والأعمش " استطاعوا " كالثانية .

فصل

حذفت تاء " اسْتطَاعُوا " للخفَّة ؛ لأنَّ التاء قريبة المخرجِ من الطَّاء ، ومعنى " يَظْهَرُوهُ " أي : يعلونه من فوق ظهره ؛ لطوله ، وملاسته ، وصلابته ، وثخانته ،


[21333]:ينظر: السبعة 401، والبحر المحيط 6/156، والتيسير 146، والحجة 435، والنشر 2/271.
[21334]:ينظر البيت في الكتاب 4/450، المحتسب 1/62، العمدة 1/137، المخصص 8/139، سر الصناعة 1/65، اللسان "كسر" ، الدر المصون 4/483.
[21335]:ينظر: معاني القرآن للزجاج 3/312.
[21336]:ينظر: الكشاف 2/748، البحر 6/156، الدر المصون 4/484.