{ فَمَا اسطاعوا } ، أي فما قدروا { أَن يَظْهَرُوهُ } ، يعني : أن يعلوا فوق السد . { وَمَا استطاعوا لَهُ نَقْبًا } ، أي ما قدروا على نقب السد . ويقال : { مَا * استطاعوا لَهُ نَقْبًا } أي ما تحت السد في الأرض ، لأنه بناه في الأرض إلى السماء .
قال الفقيه رضي الله عنه : حدّثنا عمرو بن حمد قال : حدّثنا أبو بكر الواسطي قال : حدّثنا إبراهيم بن يوسف قال : حدّثنا أبو حفص ، عن سعيد ، عن قتادة ، عن أبي رافع ، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم : قال :
« إنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ يَحْفِرُونَ الرَّدْمَ فِي كُلِّ يَوْمٍ ، حَتَّى إذا كَادُوا يَرَوْنَ شُعَاعَ الشَّمْس ، قَالَ الَّذِينَ عَلَيْهِمُ ارْجِعُوا فَسَنَحْفِرُهُ غَداً ، فَيُعِيدُهُ الله كَمَا كَانَ . حَتَّى إذا بَلَغَتْ مُدَّتُهُمْ ، قَالَ الَّذِينَ عَلَيْهِمُ ارْجِعُوا فَسَنَحْفِرُه غَداً إنْ شَاءَ الله تَعَالَى . فَيَعُودُونَ إلَيْهِ ، فَإذا هُوَ كَهَيْئَتِهِ حِينَ تَرَكُوهُ ، فَيَحْفِرُونَهُ وَيَخْرُجُونَ عَلَى النَّاسِ فَيَسْتَقُونَ المِيَاهَ وَتُحَصَّنُ النَّاسُ فِي حُصُونِهِمْ ، فَيَبْعَثُ الله عَلَيْهِمْ نغفاً فِي أَقْفِيَتِهِمْ فَيُهْلِكُهُمُ الله بِهَا » . وروى أبو صالح ، عن ابن عباس أن يأجوج ومأجوج لا يموت الرجل منهم حتى يلد لصلبه ألف ابن ، وذكر أن يأجوج ومأجوج ، كما ذكرنا ، وهما ابنا يافث بن نوح ، فإذا انكسر السد ، وذلك عند اقتراب الساعة ، يخرجون فيمرون ببحيرة طبرية بأرض الشام وهي مملوءة ماء فيشربها أولهم ، ثم يمر آخرهم فيقولون لقد كان هاهنا مرة ماء . قال : والسد نحو بنات نعش ، ثم يمرون بالبحر فيأكلون ما في جوفه من سمك وسرطان وسلحفاة ودابة ، ثم يأكلون ورق الشجر ، ويأكلون ما في الأرض من شيء ، ويهرب الناس منهم فيقتلون من قدروا عليه ، ولا يستطيعون أن يأتوا أربعة مساجد : المسجد الحرام ، ومسجد المدينة ، ومسجد بيت المقدس ، ومسجد طور سيناء . ثم لا يرون على الأرض غيرهم ، ثم يقولون : لقد قتلنا أهل الأرض وبقي أهل السماء ، فيرمون سهامهم نحو السماء فتصيب الطير في جو السماء ، فترجع سهامهم مختضبة بالدماء فيقولون : لقد قتلنا أهل السماء وأهل الأرض ولم يبقَ غيرنا . فيبعث الله تعالى عليهم دوداً يُسمَّى النغف ، فيدخل في آذانهم فيقتلهم ، فتنتن الأرض من جيفهم ، ثم يرسل الله تعالى أربعين يوماً حتى يحمل السيل جيفهم فيرميها إلى البحر ، ويعود البحر كما كان . قرأ حمزة { فَمَا اسطاعوا } بتشديد الطاء والباقون بالتخفيف . فلما فرغ ذو القرنين من بناء السد .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.