تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{أُوْلَـٰٓئِكَ جَزَآؤُهُم مَّغۡفِرَةٞ مِّن رَّبِّهِمۡ وَجَنَّـٰتٞ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَاۚ وَنِعۡمَ أَجۡرُ ٱلۡعَٰمِلِينَ} (136)

فمن استغفر ف { أولئك جزاؤهم مغفرة } لذنوبهم { من ربهم وجنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها } ، يعني مقيمين في الجنان لا يموتون ، { ونعم أجر العاملين } يعني التائبين من الذنوب ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : "ظلمت نفسك ، فاستغفر الله وتب إليه" ، فاستغفر الرجل ، واستغفر له النبي صلى الله عليه وسلم ، نزلت هذه الآية في عمر بن قيس ، ويكنى أبا مقبل ، وذلك حين أقبل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقد صدمه حائط ، وإذا الدم يسيل على وجهه عقوبة لما فعل ، فانتهى إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فأذن بلال بالصلاة ، صلاة الأولى ، فسأل أبو مقبل النبي صلى الله عليه وسلم ما توبته ، فلم يجبه ، ودخل المسجد وصلى الأولى ، ودخل أبو مقبل وصلى معه ، فنزل جبريل ، عليه السلام ، بتوبته ، { وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات } ، يعني الصلوات الخمس { يذهبن السيئات } ، هود يعني الذنوب التي لم تختم بالنار ، وليس عليه حد في الزنا وما بين الحدين فهو اللمم ، والصلوات الخمس تكفر هذه الذنوب ، وكان ذنب أبي مقبل من هذه الذنوب ، فلما صلى النبي صلى الله عليه وسلم ، قال لأبي مقبل : "أما توضأت قبل أن تأتينا ؟" ، قال : بلى ، قال : "أما شهدت معنا الصلاة ؟" ، قال : بلى ، قال : "فإن الصلاة قد كفرت ذنبك" ، وقرأ النبي صلى الله عليه وسلم هذه الآية .