التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز  
{أُوْلَـٰٓئِكَ جَزَآؤُهُم مَّغۡفِرَةٞ مِّن رَّبِّهِمۡ وَجَنَّـٰتٞ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَاۚ وَنِعۡمَ أَجۡرُ ٱلۡعَٰمِلِينَ} (136)

قوله : ( أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ) الإشارة عائدة إلى المتقين الذين سبق وصفهم بما وصفهم به .

فهؤلاء ( جزاؤهم ) أي ثوابهم الذي أعطاهم الله إياه يتجلى في أمرين : أحدهما الأمن من العقاب . وذلك في غفران الله وعفوه عن نوبهم .

ثانيهما : إيصال الثواب . وذلك فيما أعده الله لهؤلاء من جنات . وهي البساتين تجري خلال أشجارها الأنهار . إلى غير ذلك من وجوه الخيرات والثمرات واللذات فضلا عن رضوان الله يغشى أهل الجنة ليذيقهم به كمال البهجة والحبور .

ويكتمل هذا النعيم الرخي الوارف بخير ما تكتمل به النعائم واللذات وذلك بديمومة الحال وبقائه . وذلكم الخلود الذي قال الله فيه : ( خالدين فيها ونعم أجر العالمين ) .