غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{أُوْلَـٰٓئِكَ جَزَآؤُهُم مَّغۡفِرَةٞ مِّن رَّبِّهِمۡ وَجَنَّـٰتٞ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَاۚ وَنِعۡمَ أَجۡرُ ٱلۡعَٰمِلِينَ} (136)

130

{ أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم } وهي إشارة إلى إزالة العقاب { وجنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها } وهذه إشارة إلى إيصال الثواب { ونعم أجر العاملين } ذلك الجزاء . قال القاضي : وهذا يبطل قول من قال : إن الثواب تفضل من الله وليس جزاء على عملهم ، وذلك أنه سمى الجزاء أجراً والأجر واجب مستحق فكذلك الجزاء . ولقائل أن يقول : إنه على وجه التشبيه لا التحقيق . واستدلوا أيضاً بالآية على أن أهل الجنة هم المتقون والتائبون دون المصرين لقوله : { ولم يصروا } والجواب ما مر أن كون الجنة معدة للمتقين الموصوفين لا يوجب أن لا يدخلها غيرهم بفضل الله وبرحمته .

/خ141