تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{وَٱلَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَٰحِشَةً أَوۡ ظَلَمُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ ذَكَرُواْ ٱللَّهَ فَٱسۡتَغۡفَرُواْ لِذُنُوبِهِمۡ وَمَن يَغۡفِرُ ٱلذُّنُوبَ إِلَّا ٱللَّهُ وَلَمۡ يُصِرُّواْ عَلَىٰ مَا فَعَلُواْ وَهُمۡ يَعۡلَمُونَ} (135)

{ والذين إذا فعلوا فاحشة } ، وذلك أن رجلا خرج غازيا وخلف رجلا في أهله وولده ، فعرض له الشيطان في أهله ، فهوى المرأة ، فكان منه ما ندم ، فأتى أبا بكر الصديق ، رضي الله عنه ، فقال : هلكت ، قال : وما هلاكك ، قال : ما من شيء يناله الرجل من المرأة ، إلا وقد نلته غير الجماع ، فقال أبو بكر ، رضى الله عنه : ويحك ، أما علمت أن الله عز وجل يغار للغازي ما لا يغار للقاعد ، ثم لقي عمر ، رضي الله عنه ، فأخبره ، فقال له مثل مقالة أبى بكر ، رضي الله عنه ، ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال له مثل مقالتهما ، فأنزل الله عز وجل فيه : { والذين إذا فعلوا فاحشة } ، يعني الزنا { أو ظلموا أنفسهم } ما كان نال منها دون الزنا ، { ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا } يقيموا { على ما فعلوا وهم يعلمون } أنها معصية .