تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{فَلَا يَحۡزُنكَ قَوۡلُهُمۡۘ إِنَّا نَعۡلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعۡلِنُونَ} (76)

{ فلا يحزنك قولهم } كفار مكة { إنا نعلم ما يسرون } من التكذيب { وما يعلنون } آية يظهرون من القول بألسنتهم حين قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم : كيف يبعث الله هذا العظم علانية ، نزلت في أبي بن خلف الجمحي في أمر العظم ، وكان قد أضحكهم بمقالته فهذا الذي أعلنوا ، وذلك أن أبا جهل ، والوليد بن المغيرة ، وعتبة وشيبة ابني ربيعة ، وعقبة ، والعاص بن وائل ، كانوا جلوسا ، فقال لهم أبي بن خلف ، قال لهم في النفر من قريش : إن محمدا يزعم أن الله يحيى الموتى ، وأنا آتيه بعظم فأسأله كيف يبعث الله هذا ؟ فانطلق أبي بن خلف فأخذ عظما باليا ، حائلا نخرا ، فقال : يا محمد ، تزعم أن الله يحيى الموتى بعد إذ بليت عظامنا وكنا ترابا تزعم أن الله يبعثنا خلقا جديد ، ثم جعل يفت العظم ، ثم يذريه في الريح ، ويقول : يا محمد من يحيى هذا ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم :" يحيى الله عز وجل هذا ، ثم يميتك ، ثم يبعثك ، ثم يدخلك نار جهنم" .

فأنزل الله عز وجل في أبي بن خلف :{ أولم ير الإنسان }