تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{فَلَا يَحۡزُنكَ قَوۡلُهُمۡۘ إِنَّا نَعۡلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعۡلِنُونَ} (76)

الآية 76 وقوله تعالى : { فلا يحزنك قولهم إنا نعلم ما يسرّون وما يُعلنون } كان من أولئك الكفرة لرسول الله أقوال مختلفة ، مرة كان منهم ما ذكروا : { وإذ يمكر بك الذين كفروا ليُثبتوك } الآية [ الأنفال : 30 ] ومرة قالوا : إنه ساحر وإنه كذاب وإنه شاعر ، ومرة قالوا : { لولا نزّل عليه القرآن جملة واحدة } [ الفرقان : 32 ] ومرة قالوا : { لولا أُنزل إليه مَلك فيكون معه نذيرا } [ الفرقان : 7 ] ومرة طعنوا فيه وفي ما أقام من الحجج .

ولا ندري أي قول كان منهم له ؟ فيحزن عليه ، حتى قال : { فلا يحزنك قولهم إنا نعلم ما يسرّون وما يعلنون } أي لا تحزن على قولهم فإنا نعلم ما يسرون وما يعلنون ، فنحفظ عليهم ذلك ، ونكافئهم على ذلك ، أو نعلم ما يسرّون وما يعلنون ، فننصرك عليهم ، ونعينك .

[ ويحتمل ]{[17561]} أن يكون حزنه عليهم إشفاقا عليهم لما كان يعلم نزول العذاب بهم والهلاك لعنادهم ومكابرتهم ، والله أعلم .


[17561]:في الأصل وم: أو.