ثم سلى سبحانه نبيه صلى الله عليه وسلم فقال : { فَلاَ يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ } هذا القول هو ما يفيده قوله : { واتخذوا مِن دُونِ الله ءالِهَةً } فإنهم لابدّ أن يقولوا : هؤلاء آلهتنا ، وإنها شركاء لله في المعبودية ، ونحو ذلك . وهو نهي للرسول صلى الله عليه وسلم عن التأثر بذلك . وقيل : إنه نهي لهم عن الأسباب التي تحزن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإن النهي لرسول الله صلى الله عليه وسلم عن التأثر لما يصدر منهم هو من باب : «لا أرينك هاهنا » فإنه يراد به نهي من خاطبه عن الحضور لديه ، لا نهي نفسه عن الرؤية ، وهذا بعيد ، والأوّل أولى ، والكلام من باب التسلية كما ذكرنا ، ويجوز أن يكون المراد بالقول المذكور هو : قولهم إنه ساحر وشاعر ومجنون . وجملة { إِنَّا نَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ } لتعليل ما تقدّم من النهي ، فإن علمه سبحانه بما يظهرون ، ويضمرون مستلزم المجازاة لهم بذلك . وأن جميع ما صدر منهم لا يعزب عنه سواء كان خافياً ، أو بادياً سرًّا ، أو جهراً مظهراً ، أو مضمراً . وتقديم السرّ على الجهر للمبالغة في شمول علمه لجميع المعلومات .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.