تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{إِنَّ ٱلۡمُصَّدِّقِينَ وَٱلۡمُصَّدِّقَٰتِ وَأَقۡرَضُواْ ٱللَّهَ قَرۡضًا حَسَنٗا يُضَٰعَفُ لَهُمۡ وَلَهُمۡ أَجۡرٞ كَرِيمٞ} (18)

قوله :{ إن المصدقين } من أموالهم { والمصدقات } نزلت في أبي الدحداح الأنصاري ، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر الناس بالصدقة ورغبهم في ثوابها ، فقال أبو الدحداح الأنصاري : يا رسول الله ، فإني قد جعلت حديقتي صدقة لله ولرسوله ، ثم جاء إلى الحديقة ، وأم الدحداح في الحديقة ، فقال : يا أم الدحداح ، إني قد جعلت حديقتي صدقة لله ولرسوله ، فخذي بيد صبيتاه فأخرجيهم من الحائط ، فلما أصابهم حر الشمس بكوا ، فقالت أمهم : لا تبكوا فإن أباكم قد باع حائطه من ربه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" كم من نخلة مذلا عذوقها قد رأيتها لأبي الدحداح في الجنة" ، فنزلت فيه :{ إن المصدقين والمصدقات وأقرضوا الله قرضا حسنا } يعني محتسبا طيبة بها نفسه { يضاعف لهم ولهم أجر كريم } آية يعني جزاء حسنا في الجنة .

فقال الفقراء : ليس لنا أموال نجاهد بها ، أو نتصدق بها ، فأنزل الله تعالى :{ والذين آمنوا ...} ي