فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{إِنَّ ٱلۡمُصَّدِّقِينَ وَٱلۡمُصَّدِّقَٰتِ وَأَقۡرَضُواْ ٱللَّهَ قَرۡضًا حَسَنٗا يُضَٰعَفُ لَهُمۡ وَلَهُمۡ أَجۡرٞ كَرِيمٞ} (18)

{ إِنَّ المصدّقين والمصدّقات } قرأ الجمهور بتشديد الصاد في الموضعين من الصدقة ، وأصله المتصدّقين والمتصدّقات ، فأدغمت التاء في الصاد . وقرأ أبيّ «المتصدّقين والمتصدّقات » بإثبات التاء على الأصل . وقرأ ابن كثير بتخفيف الصاد فيهما من التصديق : أي صدّقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما جاء به { وَأَقْرَضُواُ الله قَرْضاً حَسَناً } معطوف على اسم الفاعل في المصدّقين لأنه لما وقع صلة للألف واللام الموصولة حلّ محلّ الفعل ، فكأنه قال : إن الذين تصدّقوا وأقرضوا كذا قال أبو علي الفارسي وغيره . وقيل : جملة : { وأقرضوا } معترضة بين اسم إن وخبرها ، وهو { يضاعف } وقيل : هي صلة لموصول محذوف : أي والذين أقرضوا ، والقرض الحسن عبارة عن التصدق والإنفاق في سبيل الله مع خلوص نية وصحة قصد واحتساب أجر . قرأ الجمهور : { يُضَاعَفُ لَهُمْ } بفتح العين على البناء للمفعول ، والقائم مقام الفاعل إما الجار والمجرور أو ضمير يرجع إلى المصدّقين على حذف مضاف : أي ثوابهم ، وقرأ الأعمش : «يضاعفه » بكسر العين وزيادة الهاء . وقرأ ابن كثير وابن عامر ويعقوب : «يُضَعَّفُ » بتشديد العين وفتحها { وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ } وهو الجنة ، والمضاعفة هنا أن الحسنة بعشرة أمثالها إلى سبعمائة ضعف .

/خ19