فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{إِنَّ ٱلۡمُصَّدِّقِينَ وَٱلۡمُصَّدِّقَٰتِ وَأَقۡرَضُواْ ٱللَّهَ قَرۡضًا حَسَنٗا يُضَٰعَفُ لَهُمۡ وَلَهُمۡ أَجۡرٞ كَرِيمٞ} (18)

{ إن المصدقين والمصدقات } قرأ الجمهور بتشديد الصاد في الموضعين من الصدقة ، والأصل المتصدقين والمتصدقات ، وقرئ على الأصل وقرئ بتخفيف الصاد في الموضعين من التصديق ، أي صدقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما جاء به { وأقرضوا الله قرضا حسنا } معطوف على اسم الفاعل في المصدقين والمصدقات ، لأنه لما وقع صلة للألف واللام الموصولة حل محل الفعل ، فكأنه قال : إن الذين تصدقوا وأقرضوا ، كذا قال أبو علي الفارسي وغيره ، وقيل : صلة الموصول محذوف أي والذين أقرضوا ، وقيل : جملة معترضة بين أسم إن وخبرها ، والقرض الحسن عبارة عن التصدق والإنفاق في سبيل الله مع خلوص نية ، وصحة قصد ، واحتساب أجر .

{ يضاعف لهم } قرأ الجمهور بفتح العين على البناء للمفعول ، والقائم مقام الفاعل إما الجار والمجرور ، أو ضمير يرجع إلى المصدقين على حذف مضاف ، أي ثوابهم ، وقرئ يضاعفه بكسر العين وزيادة الهاء ، وقرئ يضعف بتشديد العين وفتحها ، والمضاعفة هنا إن الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف { ولهم أجر كريم } وهو الجنة .