غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{ذَٰلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلۡحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدۡعُونَ مِن دُونِهِۦ هُوَ ٱلۡبَٰطِلُ وَأَنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلۡعَلِيُّ ٱلۡكَبِيرُ} (62)

42

ثم بين أن كمال القدرة والعلم هو يقتضي وجوب الوجود فقال { ذلك } أي الوصف بخلق الملوين وبالإحاطة بما يجري فيهما بسبب أن الحقية منحصرة في ذاته وأن وجود غيره ولاسيما الأوثان موسوم بالبطلان فلا نقص كالإمكان . ويعلم مما ذكر أنه لا شيء أعلى منه شاناً وأكبر سلطاناً . وإنما قال هاهنا { من دونه هو الباطل } بزيادة هو وفي " لقمان " { من دونه الباطل } [ الآية : 30 ] لأن هذا وقع بين عشر آيات كل آية مؤكدة مرة أو مرتين ولهذا أيضاً زيدت اللام في قوله { وإن الله لهو الغني الحميد } بخلاف ما في " لقمان " وأيضاً يمكن أن يقال : تقدم في هذه السورة ذكر الشيطان فلهذا ذكرت هذه المؤكدات بخلاف " لقمان " فإنه لم يتقدم ذكر الشيطان هناك بنحو ما ذكر هاهنا .

/خ64