تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{ذَٰلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلۡحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدۡعُونَ مِن دُونِهِۦ هُوَ ٱلۡبَٰطِلُ وَأَنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلۡعَلِيُّ ٱلۡكَبِيرُ} (62)

الآية 62 : وقوله تعالى : { ذلك بأن الله هو الحق } قال الحسن : الحق هم اسم من أسماء الله ، به يعطي ، وبه يحكم بين الخلق{[13198]} ، وبه يقضي ، ونحوه . وجائز أن يكون قوله : { ذلك بأن الله هو الحق }أي عنده يتحقق ما يطمع في العبادة ، ويطلب ؛ إذ هو المالك لذلك .

وقوله تعالى : { وأن ما يدعون من دونه هو الباطل }أي ما يطمعون في عبادة من دونه باطل ، وهو الأصنام التي عبدوها رجاء الشفاعة وطمعا في السعة . فأخبر أنها لا تملك ذلك . وإنما يملك{[13199]} ذلك الله تعالى .

وقوله تعالى : { وأن الله هو العلي الكبير }أي من عنده يطلب العلو ، ومن عنده يطلب ، ويطمع الرزق والسعة والشفاعة والنصر والظفر والإجابة ، لا من عند هؤلاء الأصنام التي يعبدونها . يذكر سفههم بعبادتهم الأصنام من دون الله .


[13198]:في الأصل وم الحق.
[13199]:ساقطة من الأصل وم.