غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَيَقُولُونَ ءَامَنَّا بِٱللَّهِ وَبِٱلرَّسُولِ وَأَطَعۡنَا ثُمَّ يَتَوَلَّىٰ فَرِيقٞ مِّنۡهُم مِّنۢ بَعۡدِ ذَٰلِكَۚ وَمَآ أُوْلَـٰٓئِكَ بِٱلۡمُؤۡمِنِينَ} (47)

35

وقوله { وما أولئك } إشارة إلى الفريق المتولي . وإنما قال { بالمؤمنين } معرِّفاً لأنه أراد أنهم ليسوا بالذين عرفت صحة إيمانهم لثباتهم واستقامتهم . ويحتمل أن يكون { أولئك } إشارة إلى جميع القائلين آمنا وأطعنا وحينئذ يكون قوله { ثم يتولى فريق منهم } حكماً على بعض دفعاً للإلزام والنقض ، فإن الحكم الكلي قلما يخلو عن منع ولمثل هذا قال في الآية الثانية { إذا فريق منهم معرضون } والحاصل أنه حكم أولاً على بعضهم بالتولي ثم صرح آخراً بأن الإيمان منتفٍ عن جميعهم . ويجوز أن يراد بالفريق المتولي رؤساء النفاق . وقيل : أراد بتولي هذا الفريق رجوعهم إلى الباقين .

/خ50