غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{يُعَذِّبُ مَن يَشَآءُ وَيَرۡحَمُ مَن يَشَآءُۖ وَإِلَيۡهِ تُقۡلَبُونَ} (21)

1

وحين ذكر دلائل الأنفس والآفاق صرح بالنتيجة الكلية فقال { إن الله على كل شيء } من الإبداء والإعادة { قدير } وكذا على التكليف والجزاء تقريره قوله :{ يعذب من يشاء ويرحم من يشاء وإليه تقلبون } يقال : قلب فلان في مكانه إذا أردى . وفي الآية لطائف منها : أنه قدم التعذيب على الرحمة مع قوله " سبقت رحمتي غضبي " لأن الآية مسوقة لتهديد المكذبين ومع ذلك لم يخل الكلام عن ذكر الرحمة وإنه يؤكد قوله " سبقت رحمتي غضبي " ومنها أنه لم يقل يعذب الكافر ويرحم المؤمن إظهاراً للهيبة الإلهية . ومنها أنه قال أوّلا { وإليه ترجعون } .

/خ1