غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{إِنَّمَا تَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَوۡثَٰنٗا وَتَخۡلُقُونَ إِفۡكًاۚ إِنَّ ٱلَّذِينَ تَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ لَا يَمۡلِكُونَ لَكُمۡ رِزۡقٗا فَٱبۡتَغُواْ عِندَ ٱللَّهِ ٱلرِّزۡقَ وَٱعۡبُدُوهُ وَٱشۡكُرُواْ لَهُۥٓۖ إِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ} (17)

16

ثم بين بقوله { إنما تعبدون من دون الله أوثاناً } أن الذي يعبدونه في غاية الخسة لأنه صنم لا روح له ، ولا ظلم أشنع من وضع الأخس موضع الأشرف . وبين بقوله { وتخلقون افكاً } أن الذين يزعمون أنها شفعاؤهم عند الله كذب وزور ، ثم ذكرهم أنهم لا يقدرون على نفع ولا على إيصال رزق أيّ رزق كان . ثم أشار بقوله { فابتغوا عند الله الرزق } إلى أن هذه الهبة والرزق الموعود في قوله { وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها } [ هود : 6 ] يجب أن يطلب من الله فقط ، وإذا كان الرزق منه فالشكر يجب أن يكون له . ثم بين بقوله { إليه ترجعون } أن المعاقب والمثيب هو وحده فلا رهبة إلا منه ولا رغبة إلا فيه .

/خ1