فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{يُعَذِّبُ مَن يَشَآءُ وَيَرۡحَمُ مَن يَشَآءُۖ وَإِلَيۡهِ تُقۡلَبُونَ} (21)

{ يعذب من يشاء } تعذيبه بعد النشأة الآخرة بالخذلان ، وهم الكفار والعصاة { ويرحم } بالهداية { من يشاء } رحمته وهم المؤمنون به ، المصدقون لرسله ، العاملون بأوامره ونواهيه ، أو المعنى : يعذب بالحرص ، ويرحم بالقناعة ، أو بسوء الخلق وحسنه ، أو بالإعراض عن الله ، وبالإقبال عليه ، أو بمتابعة البدع ، وبملازمة السنة ، وقدم التعذيب في الذكر على الرحمة مع أن رحمته سابقة لأن السابق ذكر الكفار فذكر العذاب أولا لسبق ذكر مستحقيه { وإليه } لا إلى غيره { تقلبون } أي ترجعون وتردون .