{ إن هذا } القرآن أو الذي أنزل في هذه السورة { لهو حق اليقين } أي الحق الثابت من اليقين وهو علم يحصل به ثلج الصدر ويسمى ببرد اليقين . وقد يسمى العلم الحاصل بالبرهان فالإضافة بمعنى " من " كقولك " خاتم فضة " وهذا في الحقيقة لا يفيد سوى التأكيد كقولك " حق الحق " . " وصواب الصواب " أي غايته ونهايته التي لا وصول فوقه . أو المراد هذا هو اليقين حقاً لا اليقين الذي يظن أنه يقين ولا يكون كذلك في نفس الأمر . هذا ما قاله أكثر المفسرين . وقيل : الإضافة كما في قولنا " جانب الغربي " و " مسجد الجامع " أي حق الأمر اليقين . ويحتمل أن تكون الإضافة كما في قولنا " حق النبي أن يصلي عليه " و " حق المال أن تؤدى زكاته " ومنه قوله صلى الله عليه وسلم " أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله الله فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها " أي إلا بحق هذه الكلمة . ومن حقها أداء الزكاة والصلاة فكذلك حق اليقين الاعتراف بما قال الله سبحانه في شأن الأزواج الثلاثة . وعلى هذا يحتمل أن يكون اليقين بمعنى الموت كقوله
{ واعبد ربك حتى يأتيك اليقين } [ الحجر :92 ] وقال أهل اليقين : للعلم ثلاث مراتب : أولها علم اليقين وهو مرتبة البرهان ، وثانيها عين اليقين وهو أن يرى المعلوم عياناً فليس الخبر كالمعاينة ، وثالثها حق اليقين وهو أن يصير العالم والمعلوم والعلم واحداً . ولعله لا يعرف حق هذه المرتبة إلا من وصل إليها كما أن طعم العسل لا يعرفه إلا من ذاقه بشرط أن لا يكون مزاجه ومذاقه فاسدين . روى جمع من المفسرين أن عثمان بن عفان دخل على ابن مسعود في مرضه الذي مات فيه فقال له : ما تشتكي ؟ قال : ذنوبي . قال : ما تشتهي ؟ قال :رحمة ربي . قال : أفلا ندعو الطبيب ؟ قال : الطبيب أمرضني . قال : أفلا نأمر بعطائك ؟ قال : لا حاجة لي فيه . قال : تدفعه إلى بناتك . قال : لا حاجة لهن فيه قد أمرتهن أن يقرأن سورة الواقعة فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " من قرأ سورة الواقعة كل يوم لم تصبه فاقة أبداً " .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.