قوله : { إِنَّ هذا لَهُوَ حَقُّ اليقين } .
أي : هذا الذي قصصناه محضُ اليقين وخالصه{[55170]} .
وجاز إضافة الحق إلى اليقين ، وهما واحد لاختلاف لفظهما ، وذلك من باب إضافة المترادفين على سبيل المبالغةِ .
قال المبرد : هو كقولك : عين اليقين وحق اليقين .
فهو من باب إضافة الشيء إلى نفسه عند الكوفيين ، وإن كانوا فعلوا ذلك في اللفظ الواحد ، فقالوا : صواب الصواب ، ونفس النفس مبالغة ، فلأن يفعلوا عند اختلاف اللفظ أولى{[55171]} .
وعند البصريين بمعنى : حق الأمر اليقين ، أو الخبر اليقين .
وقيل : هو توكيد ، كقولك : حق الحق ، وصواب الصواب . قاله ابن عطية .
وقيل : أصل اليقين أن يكون نعتاً للحق فأضيف المنعوت إلى النَّعت على الاتِّساع والمجاز ، كقوله تعالى : { وَلَدَارُ الآخرة خَيْرٌ } [ النحل : 30 ] .
قال ابن الخطيب{[55172]} : «هذه الإضافة كقولك : ثوب كتان ، وباب ساجٍ بمعنى ثوب من كتان ، وباب من ساجٍ ، أي : لهو الحق من اليقين » .
ويحتمل أن يكون المعنى : أنه الحق الذي يستحقه اليقين ، كقوله عليه الصلاة والسلام : «أمِرْتُ أن أقَاتِلَ النَّاس حتَّى يقُولُوا : لا إلَهَ إلاَّ اللَّهُ ، فإذا قالُوهَا عَصَمُوا منِّي دمَاءَهُمْ وأمْوالهُمْ إلاَّ بحقِّهَا »{[55173]} .
فالضمير يرجع إلى الكلمة ، أي : إلا بحق الكلمة ، ومن حق الكلمة أداء الزكاة والصلاة ، فكذلك حق اليقين ، بالاعتراف ، أي : بحق اليقين .
والمعنى : أنه يعترف بما قال الله - تعالى - في سورة «الواقعة » ، وفي حق الأزواج الثلاثة ، وعلى هذا المعنى إن اليقين لا يحق إلاَّ إذا صدق بما قاله ، فالتصديق حق اليقين الذي يستحقه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.