الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ حَقُّ ٱلۡيَقِينِ} (95)

ثم قال : { إن هذا لهو حق اليقين } [ 98 ] أي : أن هذا الذي أخبرتم به أيها الناس من الخير عن المقربين وأصحاب اليمين وأصحاب الشمال وما تصير أمورهم لهو حق اليقين ، أي : لهو من الخبر الحق اليقين .

قال قتادة : إن الله جل ذكره ليس تاركا أحدا من الناس [ يوقفه ]{[67103]} على اليقين من هذا القرآن ، فأما المؤمن فأيقن في الدنيا فينفعه{[67104]} ذلك يوم القيامة وأما الكافر فأيقن في الآخرة حين{[67105]} لا ينفعه ذلك{[67106]} .

( وحق اليقين ){[67107]} : محض اليقين ، وقيل معناه حق الأمر اليقين ، وحق الخبر اليقين مثل " دين القيمة " أي : دين الملة القيمة .

وقيل أصل " اليقين " أن يكون نعتا{[67108]} للحق ، ولكن أضيف المنعوت إلى النعت على الاتساع كما قال " ولدار الآخرة " و " ملاة الأولى " و " مسجد الجامع " ، وهو عند أكثر{[67109]} الكوفيين من باب إضافة الشيء إلى نفسه{[67110]} .


[67103]:ع، ح "يقفه".
[67104]:ع: "فنفعه".
[67105]:ع: "خير" وهو تحريف.
[67106]:انظر: تفسير القرطبي 17/134، والدر المنثور 8/40.
[67107]:ع: "ومعنا حق اليقين".
[67108]:ح: "نعت" وهو خطأ.
[67109]:ساقط من ع.
[67110]:انظر: جامع البيان 27/123، وإعراب النحاس 4/345، ومشكل الإعراب 715، وتفسير القرطبي 17/234، والبحر المحيط 8/216.