غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{يَأۡتُوكَ بِكُلِّ سَٰحِرٍ عَلِيمٖ} (112)

103

{ يأتوك بكلّ سحار } الباء بمعنى «مع » أو للتعدية . قيل : كانوا سبعين ساحراً سوى رئيسهم . وقيل : بضعة وثلاثين ألفاً . وقيل : سبعين ألفاً . وقيل ثمانين ألفاً وقيل : كان يعلمهم مجوسيان من أهل نينوى قرية بقرب الموصل . وضعف بأن المجوس من أتباع زرادشت وهو إنما جاء بعد موسى . وفي الآية دلالة على كثرة السحرة في ذلك الزمان ولهذا كانت معجزة موسى شبيهة بالسحر وإن كانت مخالفة في الحقيقة كما أن الطب لما كان غالباً على أهل زمن عيسى كانت معجزته من جنس ذلك كإبراء الأكمه والأبرص وإحياء الموتى ، وكانت الفصاحة والبلاغة غالبة في عصر نبينا صلى الله عليه وسلم فلا جرم كانت معجزته العظمى وهي القرآن من جنس الفصاحة ، وتحقيق السحر وسائر ما يتعلق به قد مر في سورة البقرة فليتذكر .