غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{قَالُوٓاْ أَرۡجِهۡ وَأَخَاهُ وَأَرۡسِلۡ فِي ٱلۡمَدَآئِنِ حَٰشِرِينَ} (111)

103

ولهذا قال الملأ في جوابه { أرجه وأخاه } أي أخر أمره وأمر أخيه ولا تعجل بقضاء في شأنهما فتصير عجلتك حجة عليك . قال الجوهري : أرجأت الأمر وأخرته يهمز ولا يهمز . وعن الكلبي وقتادة أن المعنى أحسبه ، وزيف بأنه خلاف اللغة إلا أن يقال حبس المرء نوع من التأخير في أمره وبأن فرعون ما كان يظن أنه قادر على حبس موسى بعد مشاهدة حال العصا . { وأرسل في المدائن حاشرين } أي جامعين جمع مدينة وهي فعيلة من مدن بالمكان يمدن مدوناً إذا أقم به ، ولهذا أطبق القراء على همز { مدائن } لأنه كصحائف . وقيل : إنها مفعلة من دنت أي ملكت وكأن هذا القائل لا يهمز مدائن . وقال المبرد : أصلها مديونة من دانه إذا قهره وساسه ، فُعِلَ بها ما فعل بنحو «مبيع » في «مبيوع » وليس المراد مدائن الأرض كلها ولكن المقصود مدائن صعيد مصر . وقال ابن عباس : وكان رؤساء السحرة بأقصى مدائن الصعيد .

/خ156