ثم إنهم خافوا وفزعوا من تهديد فرعون فشكوا إلى موسى مستعجلين النصر و{ قالوا أوذينا من قبل أن تأتينا ومن بعد ما جئتنا } يعنون قتل أبنائهم قبل مولده إلى حين نبوته ثم إعادة ذلك عليهم في قوله { سنقتل } إلى غير ذلك من أنواع المحن والمهن . فعند ذلك قال لهم موسى مصرحاً بما رمز إليهم من البشارة قبل { عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض } أرض مصر ولا ريب أن في { عسى } طمعاً وإشفاقاً ومثل هذا الكلام إذا صدر عن النبي المؤيد بالمعجزات القاهرة الناظر بنور الحق أفاد قوة اليقين وأزال ما خامره من الضعف . ثم قال { فينظر كيف تعملون } قال الزجاج : أي يرى الكائن منكم من العمل حسنه وقبحه شكره وكفره لوقوع ذلك منكم لأن الله تعالى لا يجازيهم على ما يعلمه منهم قديماً وإنما يجازيهم على ما يقع منهم حديثاً فتتعلق الرؤية الأزلية به . عن عمرو بن عبيد أنه دخل على المنصور قبل الخلافة . وعلى مائدته رغيف أو رغيفان . فطلب زيادة لعمرو فلم يكن فقرأ عمرو هذه الآية . ثم دخل عليه بعد ما استخلف فذكر له ذلك وقال قد بقي { فينظر كيف تعملون } . و{ وكيف } نصب ب { تعملون } لا ب { ينظر } لأن الاستفهام لا يعمل فيه ما يتقدمه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.