غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{إِنَّهُۥ هُوَ يُبۡدِئُ وَيُعِيدُ} (13)

1

ثم أكده بقوله { إنه هو يبدىء } البطش { ويعيد } أي يبطش بالجبابرة في الدنيا والآخرة . ويجوز أن يدل باقتداره على الإبداء والإعادة على شدّة بطشه وقوته . وفيه وعيد للكفرة بأنه يعيدهم كما بدأهم ليبطش بهم إذ كفروا بنعمة الإبداء وكذبوا بالإعادة . قال ابن عباس : إن أهل جهنم تأكلهم النار حتى يصيروا فحماً ثم يعيدهم خلقاً جديداً فذلك قوله { هو يبدىء ويعيد } والودود بليغ الودادة والمراد به إيصال الثواب لأهل طاعته إلى الوجه الأتم فيكون كقوله { ويحبهم } [ المائدة :54 ] وإن شئت قلت : هو بمعنى مفعول فيكون كقوله { ويحبونه } [ المائدة :54 ] .

/خ22