مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي - النسفي  
{وَمِنۡ ءَايَٰتِهِۦٓ أَن تَقُومَ ٱلسَّمَآءُ وَٱلۡأَرۡضُ بِأَمۡرِهِۦۚ ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمۡ دَعۡوَةٗ مِّنَ ٱلۡأَرۡضِ إِذَآ أَنتُمۡ تَخۡرُجُونَ} (25)

{ وَمِنْ ءاياته أَن تَقُومَ } تثبت بلا عمد { السماء والأرض بِأَمْرِهِ } أي بإقامته وتدبيره وحكمته { ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ } للبعث { دَعْوَةً مّنَ الأرض إِذَا أَنتُمْ تَخْرُجُونَ } من قبوركم هذا كقوله { يريكم } في إيقاع الجملة موقع المفرد على المعنى كأنه قال : ومن آياته قيام السماوات والأرض واستمساكها بغير عمد ، ثم خروج الموتى من القبور إذا دعاهم دعوة واحدة يا أهل القبور أخرجوا ، والمراد سرعة وجود ذلك من غير توقف . وإنما عطف هذا على قيام السماوات والأرض ب «ثم » بياناً لعظم ما يكون من ذلك الأمر واقتداره على مثله وهو أن يقول : يا أهل القبور قوموا فلا تبقى نسمة من الأولين والآخرين إلا قامت تنظر كما قال { ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أخرى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنظُرُونَ } [ الزمر : 68 ] و«إذا » الأولى للشرط والثانية للمفاجأة وهي تنوب مناب الفاء في جواب الشرط { ومن الأرض } متعلق بالفعل لا بالمصدر . وقولك «دعوته من مكان كذا » يجوز أن يكون مكانك ويجوز أن يكون مكان صاحبك