مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي - النسفي  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱذۡكُرُواْ نِعۡمَتَ ٱللَّهِ عَلَيۡكُمۡۚ هَلۡ مِنۡ خَٰلِقٍ غَيۡرُ ٱللَّهِ يَرۡزُقُكُم مِّنَ ٱلسَّمَآءِ وَٱلۡأَرۡضِۚ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۖ فَأَنَّىٰ تُؤۡفَكُونَ} (3)

{ يأَيُّهَا الناس اذكروا } باللسان والقلب { نِعْمَتَ الله عَلَيْكُمْ } وهي التي تقدمت من بسط الأرض كالمهاد ، ورفع السماء بلا عماد ، وإرسال الرسل لبيان السبيل دعوة إليه وزلفة لديه ، والزيادة في الخلق وفتح أبواب الرزق . ثم نبه على رأس النعم وهو اتحاد المنعم بقوله { هَلْ مِنْ خالق غَيْرُ الله } برفع { غَيْرُ } على الوصف لأن { خالق } مبتدأ خبره محذوف أي لكم .

وبالجر : علي وحمزة على الوصف لفظاً { يَرْزُقُكُمْ } يجوز أن يكون مستأنفاً ويجوز أن يكون صفة ل { خالق } { مِّنَ السمآء } بالمطر { والأرض } بأنواع النبات { لآ إله إِلاَّ هُوَ } جملة مفصولة لا محل لها { فأنى تُؤْفَكُونَ } فبأي وجه تصرفون عن التوحيد إلى الشرك .