مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي - النسفي  
{أَفَمَن زُيِّنَ لَهُۥ سُوٓءُ عَمَلِهِۦ فَرَءَاهُ حَسَنٗاۖ فَإِنَّ ٱللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَآءُ وَيَهۡدِي مَن يَشَآءُۖ فَلَا تَذۡهَبۡ نَفۡسُكَ عَلَيۡهِمۡ حَسَرَٰتٍۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمُۢ بِمَا يَصۡنَعُونَ} (8)

ولما ذكر الفريقين قال لنبيه عليه السلام { أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَءَاهُ حَسَناً } بتزيين الشيطان كمن لم يزين له فكأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا ، فقال { فَإِنَّ الله يُضِلُّ مَن يَشَآءُ وَيَهْدِى مَن يَشَآءُ فَلاَ تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حسرات } وذكر الزجاج أن المعنى : أفمن زين له سوء عمله ذهبت نفسك عليه حسرة ، فحذف الجواب لدلالة { فَلاَ تَذْهَبْ نَفْسُكَ } عليه ، أو أفمن له سوء عمله كمن هداه الله فحذف لدلالة { فَإِنَّ الله يُضِلُّ مَن يَشَاء وَيَهْدِى مَن يَشَاء } عليه .

{ فَلاَ تَذْهَبْ نَفْسُكَ } : يزيد أي لا تهلكها { حسرات } مفعول له يعني فلا تهلك نفسك للحسرات و { عَلَيْهِمْ } صلة { تَذْهَبْ } كما تقول : هلك عليه حباً ومات عليه حزناً . ولا يجوز أن يتعلق ب { حسرات } لأن المصدر لا تتقدم عليه صلته