مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي - النسفي  
{وَجَعَلُواْ ٱلۡمَلَـٰٓئِكَةَ ٱلَّذِينَ هُمۡ عِبَٰدُ ٱلرَّحۡمَٰنِ إِنَٰثًاۚ أَشَهِدُواْ خَلۡقَهُمۡۚ سَتُكۡتَبُ شَهَٰدَتُهُمۡ وَيُسۡـَٔلُونَ} (19)

{ وَجَعَلُواْ الملئكة الذين هُمْ عِبَادُ الرحمن إناثا } أي سموا وقالوا إنهم إناث { عِندَ الرحمن } مكي ومدني وشامي ، أي عندية منزلة ومكانة لا منزل ومكان . والعباد جمع عبد وهو ألزم في الحجاج مع أهل العناد لتضاد بين العبودية والولاد { أَشَهِدُواْ خَلْقَهُمْ } وهذا تهكم بهم يعني أنهم يقولون ذلك من غير أن يستند قولهم إلى علم ، فإن الله لم يضطرهم إلى علم ذلك ولا تطرقوا إليه باستدلال ولا أحاطوا به عن خبر يوجب العلم ولم يشاهدوا خلقهم حتى يخبروا عن المشاهدة { سَتُكْتَبُ شهادتهم } التي شهدوا بها على الملائكة من أنوثتهم { وَيُسْئَلُونَ } عنها وهذا وعيد .