مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي - النسفي  
{أَوَمَن يُنَشَّؤُاْ فِي ٱلۡحِلۡيَةِ وَهُوَ فِي ٱلۡخِصَامِ غَيۡرُ مُبِينٖ} (18)

{ أَوْ مَن يُنَشَّؤُا فِى الحلية وَهُوَ فِى الخصام غَيْرُ مُبِينٍ } أي أو يجعل للرحمن من الولد من هذه الصفة المذمومة صفته وهو أنه ينشأ في الحلية أي يتربى في الزينة والنعمة ، وهو إذا احتاج إلى مجاناة الخصوم ومجاراة الرجال كان غير مبين ، ليس عنده بيان ولا يأتي ببرهان وذلك لضعف عقولهن .

قال مقاتل : لا تتكلم المرأة إلا وتأتي بالحجة عليها . وفيه أنه جعل النشأة في الزينة من المعايب ، فعلى الرجل أن يجتنب ذلك ويتزين بلباس التقوى ، و { من } منصوب المحل والمعنى أو جعلوا من ينشأ في الحلية يعني البنات لله عز وجل { يُنَشَّأُ } حمزة وعلي وحفص أي يربي قد جمعوا في كفرهم ثلاث كفرات ، وذلك أنهم نسبوا إلى الله الولد ، ونسبوا إليه أخس النوعين ، وجعلوه من الملائكة المكرمين فاستخفوا بهم .