مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي - النسفي  
{أَءِذَا مِتۡنَا وَكُنَّا تُرَابٗاۖ ذَٰلِكَ رَجۡعُۢ بَعِيدٞ} (3)

أَءِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً } دلالة على أن تعجبهم من البعث أدخل في الاستبعاد وأحق بالإنكار . وضع الكافرون موضع الضمير للشهادة على أنهم في قولهم هذا مقدمون على الكفر العظيم ، وهذا إشارة إلى الرجع . و«إذا » منصوب بمضمر معناه أحين نموت ونبلى نرجع . { مِتْنَا } نافع وعلي وحمزة وحفص { ذلك رَجْعُ بَعِيدٌ } مستبعد مستنكر كقولك «هذا قول بعيد » أي بعيد من الوهم والعادة . ويجوز أن يكون الرجع بمعنى المرجوع وهو الجواب ، ويكون من كلام الله تعالى استبعاداً لإنكارهم ما أنذروا به من البعث ، والوقف على { ترابا } على هذا حسن ، وناصب الظرف إذا كان الرجع بمعنى المرجوع ما دل عليه المنذر من المنذر به وهو البعث