الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{أَءِذَا مِتۡنَا وَكُنَّا تُرَابٗاۖ ذَٰلِكَ رَجۡعُۢ بَعِيدٞ} (3)

ثم قال تعالى{[64625]} حكاية عن قولهم{[64626]} أنهم قالوا : { أئذا متنا }{[64627]} ، وإنما هو جواب منهم لإعلام النبي صلى الله عليه وسلم{[64628]} ، أنهم يبعثون ،

فأنكروا ذلك فقالوا :

{ أئذا متنا وكنا ترابا ذلك رجع بعيد } أي : أنبعث إذا كنا في قبورنا ترابا ؟ وقوله : { أئذا متنا } : إنما هو جواب منهم لإعلام النبي صلى الله عليه وسلم{[64629]} لهم أنهم يبعثون ويجازون بأعمالهم . .

ودل على ذلك قوله : { أن جاءهم منذر منهم } لأن المنذر أعلمهم أنهم يبعثون فأنكروا ذلك ، فقالوا{[64630]} : أئذا متنا وكنا ترابا{[64631]} ، واكتفى{[64632]} بدلالة الكلام على حكاية ما قال لهم المنذر وهو النبي صلى الله عليه وسلم{[64633]} .

وقيل : إنما أتى هذا الإنكار ولم يتقدم قبله شيء للجواب المضمر المحذوف ، والتقدير : والقرآن المجيد لتبعثن ، ففهموا ذلك فقالوا جزابا{[64634]} : أنبعث إذا كنا ترابا ، إنكارا للبعث{[64635]} .

وقيل : أن " أئذا متنا " جواب لما قيل لهم ، إذ أنكروا إتيان منذر منهم ، وقالوا هذا شيء عجيب ، فقيل لهم ستعلمون عاقبة إنكاركم إذا بعثتم بعد موتكم ، فقالوا منكرين : أئذا متنا وكنا ترابا نبعث{[64636]} .

ومعنى : { ذلك رجع بعيد } أي : ذلك بعث لا يكون{[64637]} .


[64625]:ع: "تعالى ذكره".
[64626]:ع: "قوله".
[64627]:ع: زيادة لكنها مبتورة.
[64628]:ساقط من ع.
[64629]:ساقط من ع.
[64630]:ع: "وقالوا".
[64631]:ع: "ترابا نبعث".
[64632]:ع: "فاكتفى".
[64633]:ع: "عليه السلام".
[64634]:ع: "وقالوا جوابا".
[64635]:انظر: معاني الفراء 3/75، وجامع البيان 26/93.
[64636]:انظر: جامع البيان 26/94.
[64637]:انظر: العمدة 279.