مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي - النسفي  
{وَلَقَدِ ٱسۡتُهۡزِئَ بِرُسُلٖ مِّن قَبۡلِكَ فَحَاقَ بِٱلَّذِينَ سَخِرُواْ مِنۡهُم مَّا كَانُواْ بِهِۦ يَسۡتَهۡزِءُونَ} (10)

ثم سلى نبيه على ما أصابه من استهزاء قومه بقوله { وَلَقَدِ استهزىء بِرُسُلٍ مّن قَبْلِكَ فَحَاقَ بالذين سَخِرُواْ مِنْهُمْ مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِءُونَ } فأحاط بهم الشيء الذي كانوا يستهزئون به وهو الحق حيث أهلكوا من أجل استهزائهم به و «منهم » متعلق ب «سخروا » كقوله { فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ } [ التوبة : 79 ] والضمير للرسل والدال مكسورة عند أبي عمرو وعاصم لا لتقاء الساكنين ، وضمها غيرهما إتباعاً لضم التاء { قُلْ سِيرُواْ فِي الأرض ثُمَّ انظروا كَيْفَ كَانَ عاقبة المكذبين } والفرق بين فانظروا وبين { ثُمَّ انظروا } إن النظر جعل مسبباً عن السير في «فانظروا » فكأنه قيل : سيروا لأجل النظر ولا تسيروا سير الغافلين .