التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{وَلَقَدِ ٱسۡتُهۡزِئَ بِرُسُلٖ مِّن قَبۡلِكَ فَحَاقَ بِٱلَّذِينَ سَخِرُواْ مِنۡهُم مَّا كَانُواْ بِهِۦ يَسۡتَهۡزِءُونَ} (10)

قوله تعالى : ( ولقد استهزئ برسل من قبلك فحاق بالذين سخروا منهم ما كانوا به يستهزءون )

قال الشيخ الشنقيطي : ذكر الله تعالى في الآية الكريمة أن الكفار استهزءوا برسل قبل نبينا صلى الله عليه وسلم وأنهم حاق بهم العذاب بسبب ذلك ، و لم يفصل هنا كيفية استهزائهم ، ولا كيفية العذاب الذي أهلكوا به ، ولكنه فصل كثيرا من ذلك في مواضع أخر متعددة في ذكر نوح وقومه وهود وقومه ، وصالح وقومه ، ولوط وقومه ، وشعيب وقومه ، إلى غير ذلك . فمن استهزائهم بنوح قولهم له : " بعد أن كنت نبيا صرت نجارا "

وقد قال الله تعالى عن نوح : ( إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم كما تسخرون ) ، وذكر ما حاق بهم بقوله : ( فأخذهم الطوفان ، وهم ظالمون ) وأمثالها من الآيات . ومن استهزائهم بهود ما ذكره الله عنهم من قولهم ( إن نقول إلا اعتراك بعض آلهتنا بسوء ) ، . . . ومن استهزائهم

بصالح ، قولهم فيما ذكر الله عنهم ( يا صالح ائتنا بما تعدنا إن كنت من المرسلين . . . )ومن استهزائهم بلوط قولهم فيما حكى الله عنهم : ( فما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوا آل لوط من قريتكم )الآية . . . ومن استهزائهم بشعيب قولهم فيما حكى الله عنهم : ( قالوا يا شعيب ما نفقه كثيرا مما تقول وإنا لنراك فينا ضعيفا ولولا رهطك لرجمناك وما أنت علينا بعزيز )

أخرج ابن أبي حاتم بسنده الحسن عن السدي قوله ( فحاق بالذين سخروا منهم )من الرسل . قوله ( ما كانوا به يستهزءون )يقول : وقع بهم العذاب الذي استهزءوا به .