فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَلَقَدِ ٱسۡتُهۡزِئَ بِرُسُلٖ مِّن قَبۡلِكَ فَحَاقَ بِٱلَّذِينَ سَخِرُواْ مِنۡهُم مَّا كَانُواْ بِهِۦ يَسۡتَهۡزِءُونَ} (10)

{ ولقد استهزئ برسل من قبلك فحاق بالذين سخروا منهم ما كانوا به يستهزئون 10 قل سيروا في الأرض ثم انظروا كيف كان عاقبة المكذبين 11 قل لمن ما في السموات والأرض قل لله كتب على نفسه الرحمة ليجمعنكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه الذين خسروا أنفسهم فهم لا يؤمنون 12 } .

ثم قال سبحانه مؤنسا لنبيه صلى الله عليه وسلم ومسليا له { ولقد استهزئ برسل من قبلك } كما استهزؤوا بك يا محمد ، وفيه تسلية له صلى الله عليه وسلم ووعيد أيضا لأهل مكة كما أشار له بقوله : { فحاق بالذين سخروا منهم } يقال حاق الشيء يحيق حيقا وحيوقا وحيقانا نزل أي فنزل بهم وأحاط بهم وحل { ما كانوا به يستهزئون } وهو الحق حيث أهلكوا من أجل الاستهزاء ، به وقيل هو الرسول وقيل العذاب .