نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{وَلَقَدِ ٱسۡتُهۡزِئَ بِرُسُلٖ مِّن قَبۡلِكَ فَحَاقَ بِٱلَّذِينَ سَخِرُواْ مِنۡهُم مَّا كَانُواْ بِهِۦ يَسۡتَهۡزِءُونَ} (10)

ولما قطع الرجاء لهداية من حكم بشقاوته ، وكان طلبهم لإنزال الملك ونحوه إنما هو على سبيل{[28654]} التعنت و{[28655]} الاستهزاء ، وكان ذلك يشق على رسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين رضي الله عنهم غاية المشقة ، التفتت النفس إلى الإراحة منهم وتوقعته لما تقدم من مظاهر العظمة ، فأخبره أنه فاعل ذلك في سياق متكفل بتسليته ، وأن ذلك{[28656]} لم يزل{[28657]} سنته{[28658]} فيمن فعل فعلهم ، فقال - عاطفاً على قوله ( فسوف يأتيهم أنباؤا }[ الأنعام : 5 ] - : { ولقد } أي هذا منهم إنما هو استهزاء بك { ولقد استهزئ } أي أوقع الهزء وأوجد من الأمم ، وبني للمفعول لأن المنكى الاستهزاء ، لا كونه من معين ، وإشارة إلى أنه كان يقع لهم ذلك من الأعلى والأدنى { برسل ) .

ولما كان القرب في الزمن في مثل هذا مما يسلي ، وكان كل{[28659]} من{[28660]} الاستهزاء والإرسال{[28661]} لم يستغرق الزمن{[28662]} ، أدخل الجار فقال : { من قبلك } فأهلكنا من هزأ بهم ، وهو معنى { فحاق } أي فأحاط { بالذين سخروا منهم } أي من أولئك الرسل { ما كانوا به يستهزئون } أي من العذاب الذي{[28663]} كانوا يتوعدون به{[28664]} ، وكان سبباً لهزئهم .


[28654]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[28655]:سقط ما ببين الرقمين من ظ.
[28656]:في ظ: تلك لم تزل.
[28657]:في ظ: تلك لم تزل.
[28658]:من ظ، وفي الأصل: سنة.
[28659]:من ظ، وفي الأصل: ذلك.
[28660]:في ظ: الإرسال والاستهزاء.
[28661]:في ظ: الإرسال والاستهزاء.
[28662]:في ظ: الزمان.
[28663]:في ظ: الذين.
[28664]:سقط من ظ.