ولما قطع الرجاء لهداية من حكم بشقاوته ، وكان طلبهم لإنزال الملك ونحوه إنما هو على سبيل{[28654]} التعنت و{[28655]} الاستهزاء ، وكان ذلك يشق على رسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين رضي الله عنهم غاية المشقة ، التفتت النفس إلى الإراحة منهم وتوقعته لما تقدم من مظاهر العظمة ، فأخبره أنه فاعل ذلك في سياق متكفل بتسليته ، وأن ذلك{[28656]} لم يزل{[28657]} سنته{[28658]} فيمن فعل فعلهم ، فقال - عاطفاً على قوله ( فسوف يأتيهم أنباؤا }[ الأنعام : 5 ] - : { ولقد } أي هذا منهم إنما هو استهزاء بك { ولقد استهزئ } أي أوقع الهزء وأوجد من الأمم ، وبني للمفعول لأن المنكى الاستهزاء ، لا كونه من معين ، وإشارة إلى أنه كان يقع لهم ذلك من الأعلى والأدنى { برسل ) .
ولما كان القرب في الزمن في مثل هذا مما يسلي ، وكان كل{[28659]} من{[28660]} الاستهزاء والإرسال{[28661]} لم يستغرق الزمن{[28662]} ، أدخل الجار فقال : { من قبلك } فأهلكنا من هزأ بهم ، وهو معنى { فحاق } أي فأحاط { بالذين سخروا منهم } أي من أولئك الرسل { ما كانوا به يستهزئون } أي من العذاب الذي{[28663]} كانوا يتوعدون به{[28664]} ، وكان سبباً لهزئهم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.