مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي - النسفي  
{فَتَوَلَّىٰ عَنۡهُمۡ وَقَالَ يَٰقَوۡمِ لَقَدۡ أَبۡلَغۡتُكُمۡ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحۡتُ لَكُمۡ وَلَٰكِن لَّا تُحِبُّونَ ٱلنَّـٰصِحِينَ} (79)

{ فتولى عَنْهُمْ } لما عقروا الناقة { وَقَالَ يا قَوْمِ } عند فراقه إياهم { لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبّى وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِن لاَّ تُحِبُّونَ الناصحين } الآمرين بالهدى لاستحلاء الهوى والنصيحة منيحة تدرأ الفضيحة ، ولكنها وخيمة تورث السخيمة .

روي أن عقرهم الناقة كان يوم الأربعاء فقال صالح : تعيشون بعده ثلاثة أيام ، تصفر وجوهكم أول يوم ، وتحمر في الثاني ، وتسود في الثالث ، ويصيبكم العذاب في الرابع وكان كذلك . روي أنه خرج في مائة وعشرة من المسلمين وهو يبكي ، فلما علم أنهم هلكوا رجع بمن معه فسكنوا ديارهم .