بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{فَتَوَلَّىٰ عَنۡهُمۡ وَقَالَ يَٰقَوۡمِ لَقَدۡ أَبۡلَغۡتُكُمۡ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحۡتُ لَكُمۡ وَلَٰكِن لَّا تُحِبُّونَ ٱلنَّـٰصِحِينَ} (79)

{ فَتَوَلَّى عَنْهُمْ } فيه تقديم وتأخير أي : حين كذبوه خرج من بين أظهرهم { وَقَالَ يا قَومِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ } أي دعوتكم إلى التوبة وحذرتكم العذاب { وَلَكِن لا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ } أي : لا تطيعون الداعين . ويقال : إنما قال ذلك بعد إهلاكهم . قال على وجه الحزن . إني قد أبلغتكم الرسالة . وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال : إن الله تعالى لم يهلك قوماً ما دام الرسول فيهم فإذا خرج من بين ظهرانيهم أتاهم ما أوعد لهم . وقال في رواية الكلبي : لما هلك قوم صالح رجع صالح ومن معه من المؤمنين ، فسكنوا ديارهم . وقال في رواية الضحاك خرج صالح إلى مكة فكان هناك حتى قبضه الله تعالى .