ولما أصابهم ذلك ، سبب لهم الهجرة عن ديارهم ديار السوء والغضب واللعنة فقال تعالى إعلاماً لنا بذلك : { فتولى } أي كلف نفسه الإعراض { عنهم وقال } أي لما أدركه من أحوال البشر من الرقة على فوات إيمانهم وهم أصله وعشيرته { يا قوم } أي الذين يعز عليّ ما يؤذيهم { لقد أبلغتكم } ولعله وحد قوله : { رسالة ربي } لكون آيته واحدة { ونصحت } و{[32621]}قصر الفعل وعداه باللام فقال : { لكم } دلالة على أنه خاص بهم{[32622]} ، روي {[32623]}أنه خرج عنهم{[32624]} في مائة وعشرة من المسلمين وهويبكي ، وكان قومه ألفاً وخمسمائة دار ، وروي أنه رجع بمن معه فسكنوا ديارهم{[32625]} .
ولما كان التقدير : ففعلت معكم{[32626]} ما هو مقتض لأن تحبوني لأجله ، عطف عليه قوله : { ولكن } لم تحبوني{[32627]} ، هكذا كان الأصل ولكنه عبر بما يفهم أن هذا كان دأبهم وخلقاً لهم مع كل ناصح فقال : { لا تحبون } أي{[32628]} حاكياً لحالهم الماضية { الناصحين } أي كل من فعل فعلي من النصح التام .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.