مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي - النسفي  
{وَلَوۡ تَرَىٰٓ إِذۡ يَتَوَفَّى ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱلۡمَلَـٰٓئِكَةُ يَضۡرِبُونَ وُجُوهَهُمۡ وَأَدۡبَٰرَهُمۡ وَذُوقُواْ عَذَابَ ٱلۡحَرِيقِ} (50)

{ وَلَوْ تَرَى } ولو عاينت وشاهدت لأن «لو » ترد المضارع إلى معنى الماضي كما ترد «إن » الماضي إلى معنى الاستقبال { إِذْ } نصب على الظرف { يَتَوَفَّى الذين كَفَرُواْ } بقبض أرواحهم { الملائكة } فاعل { يَضْرِبُونَ } حال منهم { وُجُوهُهُمْ } إذا أقبلوا { وأدبارهم } ظهورهم وأستاههم إذا أدبروا ، أو وجوههم عند الإقدام وأدبارهم عند الانهزام .

وقيل : في { يَتَوَفَّى } ضمير الله تعالى ، و { الملائكة } مرفوعة بالابتداء و { يَضْرِبُونَ } خبر والأول الوجه ، لأن الكفار لا يستحقون أن يكون الله متوفيهم بلا واسطة دليله قراءة ابن عامر { تتوفى } بالتاء { وَذُوقُواْ } ويقولون لهم ذوقوا معطوف على { يَضْرِبُونَ } { عَذَابَ الحريق } أي مقدمة عذاب النار ، أو ذوقوا عذاب الآخرة بشارة لهم به ، أو يقال لهم يوم القيامة : ذوقوا . وجواب «لو » محذوف أي لرأيت أمراً فظيعاً .