وقوله تعالى : ( وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ ) قال بعضهم : الآية مقابلة قوله تعالى : ( ولا تكونوا كالذين خرجوا من ديارهم بطرا ورئاء الناس )[ الأنفال : 47 ] يقول ، والله أعلم ، ( ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا ) أي يقبض أرواح الذين كفروا ؛ كيف يقبضون أرواحهم ؟ وكيف ( يضربون وجوههم وأدبارهم ) ؟ كأنه قال : والله أعلم ، لو ٍرأيت الحال التي يقبض فيها [ الملائكة ][ ساقطة من الأصل وم ] أرواحهم وما ينزل [ بهم ][ ساقطة من الأصل وم ] لرأيت أن ما عملوا بأنفسهم لا بالمؤمنين .
وقوله تعالى : ( وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ ) يحتمل ما ذكر من فعل الملائكة يوم بدر ؛ لأن الآية ذكرت في قصة بدر . ويحتمل أن يكون ذلك في كل كافر أن الملائكة يفعلون به ما ذكر كقوله تعالى : ( ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطوا أيديهم )الآية[ الأنعام : 93 ] هذا في كل كافر .
وقوله تعالى : ( يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ ) ليس على إرادة حقيقة الوجه والدبر ، ولكن على إرادة إيصال الألم إليهم بكل ضرب وكل جهة كقوله تعالى : ( لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل )[ الزمر : 16 ] ليس على إرادة التحت والفوق ولكن على إرادة إحاطة العذاب بهم . فعلى ذلك الأول .
وقال بعضهم : ( يضربون وجوههم ) في إقبالهم [ على ][ ساقطة من الأصل وم ] المؤمنين ( وأدبارهم ) في حال إدبارهم وانهزامهم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.