بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَلَوۡ تَرَىٰٓ إِذۡ يَتَوَفَّى ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱلۡمَلَـٰٓئِكَةُ يَضۡرِبُونَ وُجُوهَهُمۡ وَأَدۡبَٰرَهُمۡ وَذُوقُواْ عَذَابَ ٱلۡحَرِيقِ} (50)

فلما قتلوا ضربت الملائكة وجوههم وأدبارهم ، فنزل : { وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الذين كَفَرُواْ } ، يعني ولو ترى ، يا محمد إذ يتوفى الذين كفروا ، يعني حين يقبض أرواح الذين كفروا { الملائكة يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ } عند قبض أرواحهم ، { وأدبارهم } ، { و } يقول لهم الملائكة يوم القيامة : { وَنَقُولُ ذُوقُواْ عَذَابَ الحريق } ؛ ولم يذكر الجواب ، لأن في الكلام دليلاً عليه ، ومعناه لو رأيت ذلك لرأيت أمراً عظيماً . قرأ ابن عامر { إِذْ تتوفى } الذين بلفظ التأنيث ، وقرأ الباقون { الله يَتَوَفَّى } بلفظ التذكير . وروي عن ابن مسعود أنه كان يُذَكِّر الملائكة في جميع القرآن ، خلافاً للمشركين بقولهم : الملائكة بنات الله .