محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{ذَٰلِكَ جَزَآؤُهُمۡ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُواْ وَٱتَّخَذُوٓاْ ءَايَٰتِي وَرُسُلِي هُزُوًا} (106)

{ قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا } / أي ضاع وبطل { وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا * أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ } أي التي جاءت بالعمل بها رسلهم { وَلِقَائِهِ } أي بالبعث والحساب والجزاء { فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ } لكفرهم المذكور { فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا } أي فنزدرهم ولا نجعل لهم مقدارا واعتبارا ، لأن مداره الأعمال الصالحة ، وقد حبطت بالمرة { ذَلِكَ } أي الأمر ذلك . وقوله : { جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ } جملة مبينة له ، أو ( ذلك ) مبتدأ والجملة خبره ، والعائد محذوف . أي جزاؤهم به . أو { جَزَاؤُهُمْ } خبر و { جَهَنَّمُ } عطف بيان له { بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُوًا } أي مهزوءا بهما . وذلك موجب لشدة المقت والغضب والنكال .