محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{كٓهيعٓصٓ} (1)

مقدمة السورة:

بسم الله الرحمان الرحيم

سورة مريم

سميت بها لاشتمالها على نبئها الخارق . وقال المهايمي : لأن قصتها تشير إلى أن من اعتزل من أهله لعبادة الله ، وطلب بها إشراق نوره ، يرجى أن يكشف له عن صفات الحق وعن عالم الملكوت . وتظهر له الكرامات العجيبة . وهذا من أعظم مقاصد القرآن . وهي مكية النزول . واستثنى بعضهم منها آية السجدة {[1]} وآية {[2]} : وإن منكم إلا واردها } .

وقد روى بن إسحق ، في السيرة ، من حديث أم سلمة ، وأحمد بن حنبل عن ابن مسعود في قصة الهجرة إلى أرض الحبشة من مكة ، أن جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه قرأ صدر هذه السورة على النجاشي وأصحابه . وآياتها ثمان وتسعون .

بسم الله الرحمن الرحيم{ كهيعص } ، سلف في أول سورة البقرة الكلام على هذه الأحرف ، المبتدأ بها . وأولى الأقوال بالصواب أنها أسماء للسورة المبتدأ بها . وكونها خبر مبتدأ محذوف . أي : { كهيعص } ، أي مسمى به .


[1]:(4 النساء 15 و 16).
[2]:(24 النور 2).